السيد محمد باقر السيستاني: شهر رمضان فرصة لاستحضار ذكر الله بروح التعبّد له

0
129

 

شفقنا : السيد محمد باقر السيستاني: شهر رمضان فرصة لاستحضار ذكر الله بروح التعبّد له

أكد سماحة السيد محمد باقر السيستاني أن ما سيحصل عليه الإنسان في الآخرة هو نتاج سعيه، داعيًا إلى استغلال شهر رمضان المبارك بتربية النفس باستحضار ذكر الله تعالى بروح التعبّد له، وترك التكاسل والتثاقل.
وفيما يلي مُقتطفاتٌ تربويّةٌ مِن كلمةِ سماحة السيِّد الأُستاذذ محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك:
ينبغي لنا العناية بأمرِ استحضار اللهِ سبحانه والدّار الأخرة ، ولا بُدّ أن تكون البيئة النفسية لنا والهموم العميقة والهواجس ،هو هذا المعنى أي نحن للهِ تعالى وصائرون إليه ، وهذه حقيقةُ حالٍ آمنّا به.
المتبصرون في الحياة
إنَّ المُتبصّرين في هذه الحياة همّهم السير إلى الله تعالى ، ويعيشون معه بشعور أنّهم مملوكون له سبحانه ويرجون لقائه، ويشعرون بهذا السير آناً فآناً وخطوةً فخطوة ، ونهاراً فنهارا، وليلاً فليلاً، وفي تقلّباتهم الطبيعية من حولهم ، وفي مختلف آنات زمان حياتهم – يشعرون باقتراب أجلهم واقتراب لقاء الله، وتحصيلهم لدرجتهم التي سعوا إليها.
ما سيحصل عليه الإنسان في الآخرة هو نتاج سعيه ، لأنَّّ الأمور عند الله سبحانه كلّها بمقدارٍ، فكم أتيتَ وقدّمتَ وسعيتَ ؟ ،{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)} سورة النساء، { وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)}سورة الإسراء.
تهذيب النفس
يجب أن تكون للإنسان في هذه الحياة استراتيجية ورؤية عميقة وبصيرة ، بتهذيب النفس والخصال، فلنحبّ الخيرَ للآخرين ، ولتكون أنفسنا كبيرةً ، ونترقّى في أفق التأمّل.
نحن بحاجةٍ حقيقيّةٍ إلى أن نُغيِّرَ أنفسنا وأحوالنا ، ونترقّى في أفق التفكير بالله سبحانه وعبادته والدّار الآخرة ، لنيل قبوله ورضاه ، وبعد أيّامٍ نُحمَلُ إلى قبورنا وتَتَفتّت أعضاؤنا وجوارحنا، وتبقى أرواحنا بتقديرها عند الله ، وكرامتها عنده سبحانه لا تخضع للقرابة من أحدٍ، ولا للأماني ، بل تقديرها يأتي من العمل الصالح والسعي الخالص وعدم الغفلة.
أكثر النّاس يرجون السلامةَ في الدّين بالأماني والآمال الزائفة،{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)} سورة البقرة, وبعض النّاس يجعل الدّينَ واجهةً للدنيا بغرورٍ وأماني مغلوطة، ويبرّرون بالدّين تصرفاتهم.
رمضان شهر العطاء
وهذا شهرُ رمضان أمامنا ، شهرُ العطاء والفرص المعنوية الفريدة ، والتي لا تتوفّر في شهرٍ آخر غيره – فعلينا أن نستغلَ هذه الفرصَ بتربية أنفسنا باستحضار ذكر الله تعالى بروح التعبّد له ، وترك التكاسل والتثاقل .

اترك تعليق