ممثل المرجعية العليا في اوربا يهنى العالم الإسلامية بولادة ثامن الحجج الالهية الامام علي بن موسى الرضا عليه الاف التحية والثناء ، وبهذه المناسبة يفتتح مسجد ومركز الكوثر الثقافي في فانكوفر (الكندية)

ويقول:
لعل من أولى المراكز الإسلامية التي أسست في الغرب هو مركز الامام علي (ع) في هامبورك في عصر السيد البروجردي (قده) ومنه ابتدأ انشاء المراكز والمؤسسات الإسلامية لتكون منارا وشعاعا لنشر علوم اهل البيت (ع)

جاء حديثه هذا بمناسبة افتتاح مسجد ومركز الكوثر الثقافي في فانكوفر والذي يعد من اكبر الأماكن العبادية في المنطقة، وقد وضع السيد الكشميري حجره الاساس عام 2018م ومنذ ذلك الحين بدء العمل به ولكن للأسف تعثر البناء بسبب الجائحة، ثم استمر بعدها حتى ظهر بهذه الحلة بمناسبة ذكرى ولادة الامام الرضا (ع).
ويحوي هذا الصرح على قاعة للمصلين تستوعب 500 مصلي، القسم الأكبر منه للرجال والقسم العلوي للنساء، كما يضم صفوفا دراسية للمدرسة الأسبوعية (ولعلها ستكون تابعة لاحد الاكاديميات في فانكوفر لاحقا) وهناك قاعة للاجتماعات تستوعب قرابة 500 شخص، مضافا الى قاعة رياضية لأبناء المؤمنين.
وقد حضرت مختلف الجاليات الإسلامية يوم افتتاحه كما حدد المكان فيه للمسجدية ، وتليت صيغة وقفية المسجد بحضور الجمع الغفير من الناس، وابتدأت الصلاة فيه ليلة الولادة كأول صلاة في المسجد.
واليكم نص الكلمة التي تتحدث عن أهمية المراكز والمساجد الإسلامية في الغرب:
نعم، لقد اثرت ظروف مختلفة على وجود المراكز الإسلامية، فمنها ما هو سايسي ومنها ما هو اجتماعي وحياتي ومنها ما هو تبليغي في ان ينتشر اتباع اهل البيت (ع) في ارجاء المعمورة، فربما لا تجد بقعة من الأرض بحمد الله تخلو منهم وهذا بقدر ما هو مستوجب للسرور والشكر لله تعالى بعدما كان المذهب الحق واتباعه يعانون التضييق والمحاصرة في بلدانهم فضلا عن انتشارهم خارجها، فاذا بفضل الله تعلى يملؤون العالم هداية وبصيرة.
فبمقدار ما يستوجب السرور والشكر للباري فانه كذلك يستوجب التفكير في كيفية رعاية هذه الجاليات والفئات المستقبلة لمنهج اهل البيت (ع) والمستبصرة بهدايتهم، ولا ريب ان تأسيس المراكز الإسلامية هو اهم انحناء هذه الرعاية، وقد شهدنا كم كان تأثير بعض المراكز التي انشات للمسلمين منذ أيام السيد البروجردي والسيد الحكيم والسيد الخوئي (قده) في أمريكا واروبا، فقد تزايد اقبال غير المسلمين على الإسلام والتعرف عليه، كما ان هذه المراكز ساعدت أبناء الجاليات والمهاجرين على الاحتفاظ بهويتهم الدينية وعقائدهم الإسلامية وشخصيتهم الأخلاقية بالرغم من التأثير الجارف لأخلاقيات الحضارات الغربية المضادة لكثير من الأحيان للتوجه الايماني .
لقد كان للمراكز الإسلامية الدور الأكبر للحفاظ على هوية هذه الجاليات من جهة، وتوفير الفرصة المناسبة لأبناء تلك الدول والولايات للتعرف على حقائق الإسلام، وهو الامر الذي سهل لهم طريق الانتماء اليه، وفي أيام المرجع الأعلى السيد السيستاني (اطال الله عمره وامده بالعافية) فقد نشطت حركة وانشاء المراكز الإسلامية في الدول الاوربية والولايات الامريكية لشدة الحاجة اليها والى خدماتها، وهذا المركز المبارك بفضل الله تعالى ثم المساهمين فيه وادارته ينظم ان شاء الله الى هذه المجموعة النافعة من المراكز والمؤسسات التي تتولى خدمة الجاليات المؤمنة بل وتسهل لغيرهم طريق الاهتداء لنور ال محمد (ص).
وهنا أرى من الضروري التركيز على امور وان كانت لا تخفى ان شاء الله على إدارة المركز والقائمين عليه والعاملين فيه، ولكن من باب ((ذكر فان الذكرى تفع المؤمنين)) واشير اليها:
1- ان هناك مسؤولية مشتركة بين المؤمنين المقيمين في هذه المدينة وبين الادارة والعاملين في هذا المركز، ولا ينبغي ان يتصور المؤمنون انهم يأتون المركز كضيوف ويخرجون كما أتوا، كما ان الإدارة والعاملين في المركز أيضا لا ينبغي لهم ان يتصورا ذلك، وان الصحيح ان يرى المؤمنون هذا المركز باعتباره لهم ولغيرهم وان عليهم تجاهه مسؤولية في الدعم المادي والمعنوي وتقديم المشورة ودعوة الناس للحضور وغير ذلك من أنواع الدعم.
2- ان من المهم بالنسبة للأدارة والعاملين في المركز ان يلاحظوا الموقع الذين يعملون فيه هو بمثابة (مسجدهم) و(حسينيتهم) بالقداسة والجانب الإلهي.
ان المركز ليقوم كما هو المفروض بما يقوم به المسجد والحسينية من ادارة تبليغية وعبادية ويحتسبون في ذلك الاجر والثواب، ومن الطبيعي انهم لن يتعاملوا معه كوظيفة رسمية يتقاضون مقابلها راتبا وانتهى الامر، وان قيامهم بالعمل بالنظرة الاولى يجعل كل أعمالهم فيها عبادة وموجبة للثواب الإلهي بخلاف النظرة الثانية.
3- كما ان ارتباط المركز بحسب عنوانه بالمرجعية العليا وكونه احد فروع وامتدادات هذه المرجعية يوجب نوعا من تعامل العاملين والإدارة فيه لا بد وان يكون منسجما مع توجيهات المرجعية العليا من دعوتهم للوحدة بين أبناء الطائفة بل المسلمين، ومن حسن التعامل مع الناس والرفق والرحمة والأمانة فيما يرتبط بالجوانب المادية والعفاف في العلاقات وهكذا، ولكون الامر واضحا فلا نطيل فيه ونكتفي بهذا.
نسأل الله سبحانه ان يتفضل على الإدارة والعاملين في هذا لمركز وعلى عموم المؤمنين في هذه المدينة الكبيرة بالتوفيق والتسديد انه على كل شيء قدير
هذا ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))

اترك تعليق