البيان الصادر من مؤسسة الامام علي (ع) ومركز الارتباط بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف بمناسبة اربعينية الامام الحسين عليه السلام 15 صفر 1441هـ

0
5219

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه الأيام يتجهز ويتجه المؤمنون من شتى أرجاء العالم وأطرافه إلى كربلاء المقدسة ليصنعوا ملحمة جديدة من ملاحم الولاء لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ، مستجيبين في ذلك إلى ندائه الخالد العابر للزمان ( هل من ناصر ينصرنا ) هاتفين بقلوبهم وبسعيهم أن ( لبيك يا حسين ) ومحققين نظرة العقيلة زينب الخارقة للمستقبل (وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال على محوه وتطميسه فلا يزداد إلا علوا) .نسأل الله أن يبارك لهم في سعيهم وإنفاقهم وأن يحفظهم ويتمم لهم زيارتهم بالقبول ، ومن منطلق أن تؤتي هذه المناسبة المليونية العظيمة أكمل ثمراتها نذكّر اخواننا الزوار المؤمنين بما يلي :

1- وأنتم في طريق المشاية استفيدوا من هذه الساعات الايمانية ، فاشتغلوا فيها بذكر الله عز وجل بمختلف الأذكار ، ثم بتذكر سيرة وأهداف صاحب النهضة المجيدة سيد الشهداء ، ومواقفه ، وهكذا بالاستماع النافع من استماع آيات القرآن الكريم والمحاضرات الدينية الهادفة والعزاء الصادق .

2- ليكن علينا آثار القادمين إلى عزاء سيد الشهداء والمتأثرين بمنهاجه ، وفي هذا لا ينبغي للمعزي وهو على أبواب أصحاب العزاء أن يمزح أو يتضاحك ، أو تكون المرأة مهملة ـ لا سمح الله ـ لبعض الشؤون الواجبة من التستر والاحتشام. فإنه إذا كان العزاء والزيارة مستحبين مؤكدين فإن التستر والاحتجاب عن الأجانب واجب مؤكد .

3- إن الإمام الحسين عليه السلام إنما قام بنهضته المباركة من أجل قيام الدين والالتزام به ،فليكن مسيرنا إليه خطوة مؤكدة اضافية في الالتزام الديني والشرعي ، ومن ذلك الاهتمام بأمر الصلاة في أول وقتها ، فلا يصح هنا أن تؤخر الصلاة عن وقتها بزعم مواصلة المشي والسير ، فإن ذلك يخالف ما كان عليه الامام وأصحابه ، حيث صلى الظهر في أول وقتها مع أن الاعداء لم يقبلوا بوقف القتال ! وليكن السعي في الصلاة جماعة مؤكدا عند اخوتنا القاصدين زيارة الحسين .

إنه مما يمكن أن يستشف منه قبول الزيارة من جهة الامام الحسين عليه السلام ، بالاضافة إلى التأثر القلبي والنفسي هو مقدار التأثر الذي حصل ويحصل للزائر في الالتزام بما كان الإمام يجاهد لأجله ، فإن الالتزام بالأمانة ومراعاة حقوق الناس ، واجتناب المحرمات ـ في هذا الطريق وما بعده ـ فليكن هذا الطريق وهذه الرحلة مناسبة للانطلاق إلى رحاب الالتزام الكامل بالشريعة الاسلامية أحكامها وأخلاقها ، حتى نكون أنصار الحسين عليه السلام .

4- زيارتنا للحسين عليه السلام ، هي تعبير عن مبايعتنا للخط الصادق في الاسلام ، وانتمائنا إليه ، والحسين وإن لم يكن له وجود خارجي شاخص ، إلا أن له وللائمة منهجا معروفا ومميزا وهو مستمر إلى يومنا هذا وللمستقبل يتمثل في المرجعية الدينية الشيعية ، وامتداد خط الحسين عليه السلام هو في التمسك بها ، فإنهم ـ كما ورد ـ ( حجة الله عليكم ) .

إن الأعداء اليوم ـ وقد عرفوا قوة المرجعية الكامنة وثقة الناس بهم ـ يجهدون غاية الجهد في إضعافها ، بالتشويه والدعايات الكاذبة ، وسيخيب ـ في الأخير سعيهم ـ بفضل الله ، كما خاب سعي السحرة في زمان موسى وقال الله سبحانه على لسان النبي موسى ( ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) ، كذلك نقول لهؤلاء : إن الله سيبطل سعيكم إنه لا يصلح عمل المفسدين ، ولكن ينبغي أن لا يقع المؤمن ـ إلى ذلك الوقت ـ في الحيرة على أثر ضلالاتهم ..

5- إن هذه المسيرة المليونية وهذا الاجتماع العظيم من أقطار الأرض المختلفة ، ليذكرنا بالامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وكيف يصلح الله أمره ، وكيف تجتمع إليه القلوب والنفوس ، من نقطة الصفر إلى الملايين ، ومن اللاشيء إلى كل شيء .. نسأل الله أن يدرك بنا أيامه ويبلغنا ظهوره ، ويجعلنا من أنصاره إنه على كل شيء قدير .

6- وفي الختام .. يا من وفقكم الله إلى زيارة الامام والسعي إليه ماشين وراكبين ، وذلل كل العقبات لكم في هذا الطريق حتى وصلتم إلى تلك البقعة الطاهرة ، احمدوا الله ربكم واشكروه أن يسر لكم ما تعسر على غيركم حتى يزيدكم من فضله وعطائه واذكروا اخوانكم المؤمنين ممن لم يتيسر لهم ذلك مع شدة رغبتهم ، وأشركوهم في دعائكم وزيارتكم ، حتى يستجاب لكم ويثابوا بفضل زيارتكم ..

نسأل الله لكم حسن الزيارة ، وتمام القبول ، والعودة بالسلامة .. إنه على كل شيء قدير .

اترك تعليق