ممثل المرجعية العليا في اوربا يلتقي بالخطباء والمبلغين وائمة المراكز في تورنتو (كندا)، وينقل لهم توصيات المرجعية العليا بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك

بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك التقى سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري بالخطباء والمبلغين وائمة المراكز في تورنتو (كندا)، ونقل لهم توصيات المرجعية العليا في النجف الاشرف، واكد سماحته على الامور التالية:
1- ابلغهم تحيات ودعاء سماحة السيد لهم بالتوفيق والتسديد لما فيه خير الدارين وسعادتهما.
2- التركيز على تزكية النفس وتربيتها على الفضائل والكمالات بحيث تؤهلهم بان يكونوا قدوة للاخرين، لان انحراف العالم كانحراف السفينة اذا غرقت يغرق معها خلق كثير (زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق).
3- ان لا تدعوا الى امر دون ان تطبقوه على انفسكم، فأمير المؤمنين (ع) يقول (ومعلم الناس اولى بتعليم نفسه) وذلك قوله سبحانه تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تفعلون)).
ونقل قضية عن الشيخ جعفر الشوشتري عالم من علماء الاخلاق كان له منبرا في الصحن العلوي المقدس يلقي فيه مواعظه وارشاداته الاخلاقية يوميا، فجاء شخص وطلب منه ان يتحدث عن فضل العتق في سبيل الله فلم يتحدث الشيخ الا بعد مرور سنة، فجاء الرجل وقال شيخنا قبل سنة طلبت منكم الحديث عن هذا المورد والان تتحدثون! فاجابه (رض) عودت نفسي ان لا اقول شيء الا وقد فعلته ولم يتسنى لي تطبيق ما طلبت الا البارحة. فعلينا أيها الاخوة ان نعود انفسنا ان لا ننصح او نرشد احدا قبل ان نعمل بتلك النصيحة وذلك الارشاد .
4- تواضعوا للناس ووسعوا صدوركم لمن يسألكم، صغيرا كان او كبيرا، رجلا كان او امرأة، مهما كانت المسالة، فامير المؤمنين (ع) يقول (آلة الرئاسة سعة الصدر) واخص بالذكر شباب المسلمين فانهم اليوم اصبحوا فريسة الاعداء يشوهون افكارهم ويزرعون الشبهات في اذهانهم، في دينهم وعقيدتهم واسلامهم، فاهتمامكم بهم يفوت الفرصة عليهم، فالله الله الله بهم، وهذه هي مسؤوليتكم التي ستحاسبون عليها يوم تقفون بين يدي عدل حكيم ((وقفوهم انهم مسؤولون)).
5- ينبغي مراعات حرمة الزي الذي ترتدونه حيث يَظهر الادب اكثر مما يظهر من غيره، في مدخله ومخرجه، وكلامه وصمته لان الناس تراقبكم بشدة وترى الخطأ منكم اكثر من غيركم وتتوقع ان ترى منكم من ادب المعصومين (ع) على الاقل ما يذكرهم بهم صلوات الله عليهم.
6- التركيز على تعريف الناس بأئمتهم (ع) وموقعيتهم في دين الله وقولهم وذكر كمالاتهم ومحاسن كلامهم ومقاماتهم التي رتبها الله لهم واهمية الارتباط بهم على الوجه الصحيح. يقول الامام الرضا (ع): (رحم الله عبدا احيا امرنا، فقلت: كيف يحيي امركم، قال عليه السلام يتعلم علمونا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلاما لاتبعونا ).
ان لا يدعي احد من العلم والمعرفة اكثر مما يعلمه ويعرفه حتى يستهوي الناس لنفسه ويجلبهم الى طرفه فيمجدونه ويعظمونه ويظهرونه كأنه علاّمة دهره (إياك وخصلتين مهلكتين: أن تفتي الناس برأيك، أو تقول ما لا تعلم) ، (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه) دون ان يكون له من العلم والمعرفة ما يطابق هذه الصفة، لاننا رأينا في الاونة الاخيرة كثيرا من امثال هؤلاء وبهذا يختلط الحابل بالنابل على كثير ممن لا خبرة له.
فعلينا ان لا نستحي من ان نتعلم فكل الناس سوى المعصومين (ع) بحاجة للسعي لاكتساب العلم حتى مراجعنا اعزهم الله لا يتوقفون عن البحث طيلة حياتهم. يقول الشاعر:
تعلم فليس المرء يولد عالماً        وليس أخو علم كمن هو جاهل
7- التثبت من كل ما ينقله للناس، وليتذكر انه على منبر محمد وال محمد (ص)، وكل كلمة تخرج منه يحاسب عليها، وليعلم بان امامه (عج) شاهد عليه لقوله سبحانه وتعالى ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
8- هذا شهر رمضان مقبل علينا وهو موسم القران ولكل شيء موسم وموسم القران هو شهر رمضان، فعلموا ابنائكم وشبابكم القران حفظا وتلاوة وتدبرا (فان من تلى فيه اية كان له اجر من ختم القران في غيره من الشهور)، ولتضج مساجدكم وبيوتكم بتلاوة القران فان المكان الذي يتلى فيه القران تسكنه الملائكة وتهجره الشياطين، قال رسول الله (ص) (نوروا بيوتكم ما استطعتم، فإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتسع على أهله، ويكثر خيره، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين).
9- عودوا الناس خصوصا الصغار منهم على قراءة الأدعية الواردة في شهر رمضان، الليلية منها والنهارية ليكون برنامجا لهم في بقية الايام والليالي فان لائمتنا المعصومين (ع) كثيرا من الادعية التي تهذب النفس وتربيها على الفضائل خصوصا ما ورد في الصحيفة السجادية وغيرها من كتب الادعية وهو من اهم تراثنا بعد القران ونهج البلاغة.
10- ذكروهم بالاء الله ونعمائه ليُحب الله عز وجل، فقد ورد عن الامام زين العابدين (ع) بان الله تعالى اوحى الى نبيه موسى (ع) حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلى، قال: يا رب كيف أفعل؟ قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني، فلإن ترد آبقا عن بابي، أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها، وقيام ليلها. قال موسى (ع): ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرد، قال: فمن الضال عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه تعرفه، والغائب عنه بعد ما عرفه، الجاهل بشريعة دينه، تعرفه شريعته وما يعبد به ربه ويتوصل به إلى مرضاته.
فقال (ع) (فابشروا علماء شيعتنا بالثواب الاعظم والجزاء الاوفر).
هذا ومن اهم: ما جاء في هذا النص المبارك تذكير الناس بالاء الله (المواهب المعنوية) وبنعمائه (المواهب الظاهرية) وبذلك نحي فيهم ذلك العشق الكامل في فطرتهم لخالقهم، فان حبهم له سبحانه يجعلهم مطيعين لربهم ويكونون محبوبين عنده، وبهذا نكون قد حببنا الناس بربهم وحببناهم به.
نسال من المولى سبحانه وتعالى ان يجعلنا مما ينال خير وبركة هذا الشهر الكريم وان يوفقنا لصيامه وقيامه وتلاوة كتابه واحياء ايامه ولياليه انه ولي التوفيق.

اترك تعليق