13 جمادى الاخرة 1438هـ
افتتح العلامة السيد مرتضى الكشيميري مؤتمر علماء أوروبا في العاصمة الفرنسية باريس بقول الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (قِوَامُ اَلدِّينِ وَ اَلدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٍ لاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ جَوَادٍ لاَ يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِيرٍ لاَ يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ اَلْعَالِمُ عِلْمَهُ اِسْتَنْكَفَ اَلْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ اَلْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ اَلْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ) فشرح هذا النص المبارك بإيجاز لما فيه من مضامين عالية احوج ما نكون اليها، وقارن بينها وبين قول الامام (ع) وما نحن عليه اليوم، وركّز على النقطة الاولى وهي وظيفة العلماء عموما وفي الدول الاوربية خصوصا، حيث الحاجة الملحّة لتوجيه الناس وتربيتهم، وذلك للتحديات الموجودة على الساحة، لبناء ارضية دينية رصينة في نفوسهم كي لا ينحرفوا عن الجادة، كما يجب التأكيد على الاباء للاهتمام بابنائهم دينيا وعقائديا، وهذا المعنى هو من اهم وظائف العلماء في هذا اليوم.
ثم ركّز سماحته على المواصفات التي يجب ان يتمتع بها العلماء :
• بأن يكونوا باعلى مراتب الانضباط ، لان الاعين تلاحقهم في كل حركاتهم وسكناتهم.
• يمثلون شرع الله ودينه ويحملون رسالة 124 الف نبي اولهم ادم واخرهم الخاتم (ص)، وهذه الرسالة امانة بايديهم، فيجب عليهم ان لا يفرطوا في تشويهها ولا الاستهانة بها، وقد ذكر لنا بعض اهل العلم عندما جاء لتوديع احد العلماء فرد عليه العالم قائلا (استودع الله وشرعه اياك لانك تمثل الدين).
• على العلماء ان يراعوا مستوى الحضور في ما يطرحون اليهم وينقلون، وان يجنبوهم نقل الاساطير والخرافات والروايات المرسلة، وان لا ينقلوا اليهم الا ما ثبت صحته ومضمونه عن المعصوم (ع)، ولا ضير للعالم ان لم يعرف جواب المسألة بان يقول لا اعلم، فقد جاء في الحديث (لا يستحي احدكم اذا لم يعلم ان يقول لا اعلم).
• ان يكون التعاون والتناصح والتزاور والتشاور فيما بينهم، وعند اختلاف وجهات النظر فليكن ذلك بمنأى عن العامة لئلا تتضعضع شخصيتهم لان (النصيحة على الملأ فضيحة).
• ان لا تقتصر مطالعاتهم على الكتب الدينية والعقائدية والحوزوية فقط، بل تتناول مختلف العلوم والمعارف ليكون خزين ثقافتهم عاليا خصوصا فيما يدور على الساحة من شبهات وافكار تريد تشويه الاسلام وحقيقته.
• كما اكد سماحة السيد على الاهتمام بالعنصر النسائي في التبليغ وبيان الاحكام الشرعية لهن واستثمار طاقاتهن التبليغية والتربوية ، لدورهن الكبير في ايصال الاحكام الشرعية وغيرها الى الوسط النسائي ، وعلى العلماء والمبلغين ان يخصصوا لهن محاضرة اسبوعية او شهرية تتضمن بيان الجوانب الاخلاقية والتربوية والاحكام الشرعية، وقد جربنا ذلك شخصيا في اماكن متعددة فكان لهذا البرنامج اكبر الاثر النافع في معرفة الاحكام وتخفيف الاحتقان للمشاكل الاسرية وتربية الاطفال.
وأشار السيد الكشميري في سياق توجيهاته لمؤتمر العلماء المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس ، ان يهتموا بتعلم اللغات المحلية للبلدان التي يتواجدون بها لتوسيع قاعدة التبليغ الديني لا سيما بين أوساط الشباب المؤمن .
ثم ابتدأت اعمال المؤتمر بكلمات بعض المشاركين.