البيان الختامي لمؤتمر الأول الذي اقامته مؤسسة الإمام علي(ع) لندن

    0
    7211
    24 شعبان 1438هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الأنبياء 105

    الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، سيما خاتم الأوصياء، موعود الأنبياء منتظر الأجيال والأمم، المذخور لإصلاح العالم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

    يوافق النصف من شعبان الذكرى العطرة لولادة منقذ العالم من الظلم والضلال إلى الهداية والرشاد الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن المؤمل الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف، وبهذه المناسبة الميمونة اقامت مؤسسة الإمام علي (ع) لندن/ ومركز الإرتباط بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (مد ظله) مؤتمرها الأول المبارك الذي عقد تحت عنوان :

    ( الإمام المهدي عج، إمام القسط والعدل المنتظر )

    وذلك يوم السبت 23 شعبان 1438 هـ الموافق 20 أيار 2017 م الذي أقيم في مركز الإمام الخوئي الإسلامي بحضور نخبة من العلماء المتخصصين والأساتذة والمثقفين من داخل المملكة المتحدة ومن الشرق الأوسط وآسيا، لألقاء الضوء على هذه الحقيقة العالمية الثابتة….

    وقد استهل الوكيل العام للمرجع الأعلى السيد السيستاني (مد ظله) في أوروبا العلامة السيد مرتضى الكشميري الحديث في افتتاح المؤتمر من خلال نقل سلام وتحايا وتبريكات المرجع الأعلى وذكر بوصاياه للمؤمنين والمؤتمرين، حيث حدد أن هذا المؤتمر يحمل ثلاث رسائل مهمة في ظروفنا الراهنة العصيبة :

    1- للمسلمين بوجه عام، تدعوهم إلى الإلفة والتعاون فيما بينهم على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان كما أمرنا الباري سبحانه في كتابه الكريم ، (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )آل عمران 103

    2- لشيعة أهل البيت (ع)، كونهم قدموا التضحيات الجسام طوال تاريخهم للحفاظ على هذه العقيدة، ورموزها ومقدساتها وتمثلها عمليا ً في حياتهم، وليس إيمانا نظريا ً بحتا ً بحقيقة محفوظة في بطون الكتب، وبناء على هذا تترتب عليهم التزامات عقائدية ونفسية وروحية وعبادية واجتماعية وسلوكية تمهد لظهوره، وتسموا إلى كمالاته، وتلتزم بالمرجعية النائبة عنه.

    3- أما الرسالة الثالثة موجهة لإتباع الديانات الأخرى والإنسانية عامة، وهي أن المهدي المنتظر (عج) داعية سلام ومحبة وهدفه الإصلاح كجده رسول الله (ص)، وانقاذ الناس من شرور الظالمين واشاعة العدل بين البشر، وليس كما يتوهم البعض بأنه لا يعرف غير القتل وسفك الدماء.

    عقدت الجلسة الاولى23 شعبان 1438هـ الموافق 20 ايار 2017 من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، وجلستان عصرا ومساءا. وقد قدمت ابحاث ٌ غنية من خلال ثلة من المشاركين المتخصصين من داخل المملكة المتحدة وخارجها الذين اعتمدوا على أفضل مصدرين للتعرّف على (الإمام المهدي (عج)) والتعريف به من خلال أهل بيت الوحي والرسالة النبيّ وآله صلواتُ الله عليهم، هما: القرآن الكريم فيما ورد به من خصائص حول هذه الحقيقة ، والمصدر الثاني هو الأحاديث الشريفة التي وردت عنهم وفيهم، ففيها البيان الحقّ والقول الصِّدق وهذا ما نجده عن خاصية آل محمد من خلال الزيارة الجامعة الكبيرة للإمام عليّ الهادي عليه السلام: « كلامُكم نور، وأمرُكم رُشد، ووصيّتُكمُ التقوى، وفِعلُكمُ الخير، وعادَتُكمُ الإحسان، وسجيّتكمُ الكرم، وشأنُكمُ الحق والصِّدقُ والرِّفق، وقولُكم حُكمٌ وحَتْم، ورأيُكم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزم.. » (عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق 277:2).

    هذا وقد ناقشت ابحاث مؤتمرنا الكريم الاحاديث الكثيرة حول الإمام المهدي عليه السلام، تضمّنت شؤونه الشخصيّة الشريفة، ، وتراثه الروحي، والعلاقة بينه وبين جيل اليوم سواء في البلاد الإسلامية أو الغربية، وتطرقت الأبحاث لسفرائه الأربعة رضوان الله عليهم، والثابت والمتغير في علامات الظهور، كما ناقشت المهدي في القرآن الكريم، ونهضته المباركة بعد ظهوره المأمول الموعود عجّل الله تعالى فيه، حيث جمَعَت هذه الاحاديث من كتب كثيرة منها: كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق، وكفاية الأثر للخزّاز القمّي، وسرور أهل الإيمان للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم الحسيني النيلي، والمحجّة فيما نزل في الحجّة للسيّد هاشم البحراني، وبشارة الإسلام للسيّد مصطفى آل السيّد حيدر الكاظمي.. وغيرها من المراجع والمصادر التي نافتت على الخمسين حول الإمام المهديّ عليه السلام بتفاصيل التي ذكرتها عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم.

    وجاء في جملة التوصيات التي خلص إليها المؤتمر :

    1- يوجه المؤتمرون الشكر الجزيل لسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) لرعايته ومباركته لهذا المؤتمر، كما ويشكرون مؤسسة الإمام علي (ع) – لندن، بشخص امينها العام سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري، على الدعوة لهذا المؤتمر الذي يرون فيه الخير الكثير.

    2- يؤكد المؤتمرون على الإهتمام البالغ في صناعة دلائل المعتقد لدى المغتربين عبر المؤتمرات أو النشرات مع التركيز على زج وسائل التواصل الإجتماعي لأجل ذلك من خلال إعداد موجز عرض لا تزيد مدته عن دقائق يؤسس برهان المعتقد ويشرحه بلغة سلسلة.

    3- يرى المؤتمرون الإهتمام البالغ في تعريف المغترب على كيفية التعامل مع الإثارات والشبهات والطريقة التي يستطيع بها أن يكون على اتصال ووفاق ليس فحسب مع الآخر بل الآخر أيا كان في الوقت الذي يحتفظ بمعتقده دون أن تجتاحه مشاعر الغربة منه أو الرغبة في إلقائه والتملص منه.

    4- يرى المؤتمرون أن إقامة هذا المؤتمر تصب في صلب الوحدة بين المسلمين ولم شملهم لما لقضية الامام المهدي عليه السلام من اثر بالغ يجمع عليها جميع المسلمين بمختلف طوائفهم.

    5- يرى المؤتمرون أن يكون هناك لجنة منبثقة تتابع كافة النشاطات المتعلقة بمؤتمرهم الأول والدائم بإذن الله تعالى.

    6- يوصى المؤتمرون بمد جسور التواصل مع كافة الأديان للحديث عن حقيقة المخلص الذي تجتمع على تبنيها كل الأديان السماوية وغيرها بأنه لا بد من مخلّص ينجي الناس من الظلم والجور إلى العدل والسلام.

    7- اكد المؤتمرون على مواجهة الاثارات والشبهات والمغالطات التي تطرح بين الفترة والاخرى والدعوات الباطلة التي تشوش ذهنية الفرد المسلم في قضية ظهوره (ع) وردّها من اي جهة كانت صادرة، سواء كانت ممن يدعي العالم او لا، محسوبا على الشيعة ام لا.

    ختاما نرفع ايدينا بالدعاء متضرعي الى الله تعالى ان يحفظ امام زماننا ويعجل فرجه ويحفظ علماءنا ومراجعنا وان يمن على الاسلام والمسلمين بالنصر والقوة وان يدفع الشر عن امتنا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

    اترك تعليق