صلى ممثل المرجعية العليا في اوربا سماحة السيد مرتضى الكشميري صلاة الجمعة في مسجد الامام علي (ع) بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك في اليوم السادس من محرم الحرام وأدناه نص خطبة الجمعة:
ان نهضة الامام الحسين بن علي (ع) تمتاز عن بقية النهضات والثورات لأنها كانت نهضة انسانية ودينية خالصة لله لا يشوبها شائبة الملك والسلطنة وما شابهها من الاغراض الدنيوية الرخيصة. وكانت ضد الظلم والطغيان لاعلاء كلمة الله وابقاء شريعته واحياء دينه ، ولذلك ضحى بدمه الزاكي ودماء الطيبين من ذريته وذويه وأصحابه.
وكان من اهم عناصر خلود وعظمة هذه الثورة المباركة :
1- عظمة صاحبها: فهو الحسين سيد شباب اهل الجنة، الذي جده رسول الله (ص) وابوه امير المؤمنين (ع) وامه الزهراء (ع)، ويكفيه فخرا ان كرسيه حجر رسول الله (ص).
2- ظروف الثورة: قد ثار الحسين في وقت كانت ارادة الامة ميتة فاراد الحسين بثورته المباركة احياء هذه الامة التي تقبلت الظالمين كقدر مقدور وارتضت الخنوع علاجا لهذا المرض، فجاءت ثورة الحسين كالزلزال الذي ايقظ الامة وعلّمها ان العزة ضرورة كضرورة الهواء والماء وان الميت العزيز افضل من الحي الذليل .
3- احياء الاسلام ذاته: حيث حاول المخطط الاموي القضاء على الاسلام ابتداءا من معاوية وتوجت الجهود بيزيد. وحيث ان الامة مبتليه بالخنوع والذل وفقدان الارادة ، لذا لوهدم يزيد الاسلام المحمدي الاصيل لما تجرا احد على فعل اي شئ، لذلك احتاجت الامة والاسلام لدم بعظمة الحسين للحفاظ على الاسلام المحمدي الاصيل.
ان ثورة الحسين (ع) لم تكن ثورة مختصة في زمان ومكان معينين لتموت بعد ذلك، بل كانت ثورة الحق ضد الباطل، والعدالة ضد الظلم، والحرية ضد العبودية، بل هي ثورة الهداية ضد الضلال. ولذا كان من الضروري امتداد هذه الثورة مادام الحق والباطل موجودان. وهذا هو سر تحريض اهل البيت (ع) المسلمين على احياء ذكرى عاشوراء طول الدهر. وهذا المعنى هو الذي يشير اليه الحديث (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء).
فثورة الأمام الحسين ثورة نادرة الحدوث، امتازت بها الأمة الاسلامية دون سائر الأمم، وعلينا ان نستفيد من طاقاتها الخلاقة لبناء المجتمع الفاضل الحر الكريم مثلما اراد ائمة اهل البيت (ع).
نسال الله ان يجعلنا من السائرين على نهج الحسين واهل بيته وصحبه انه سميع مجيب