ممثل المرجعية العليا في اوربا يبارك للمسلمين بحلول شهر الخير والبركة والمغفرة والرحمة ويدعوهم الى التحلي بخمس خصال اكد عليها النبي (ص) في خطبته

جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بسكينة تراست في لندن التي قال فيها بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي واله وقراءة مقطع من خطبة النبي (ص) التي تعد برنامجا تربويا أخلاقيا واجتماعيا لشهر رمضان وغيره، وخص بالذكر منها أمور خمسة:
1- قراءة القران يوميا ولو ببضع ايات منه مع التدبر والتأمل لان القران كما يقول الامام امير المؤمنين (ع) (نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده ، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه وشفاء لا تخشى أسقامه، … جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة وحبلا وثيقا عروته..) .
ولهذا ورد في الحديث الحث على قراءة القران لان رقي درجات المؤمن في الجنان بكثرة ما يقرأ منه لقول النبي (ص) (عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له: ارقأ واقرأ لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة) وقال (من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين …).
الى غير ذلك مما يستطيع الانسان على قراءته في هذا الشهر (لانه ربيع القلوب) سواء كان في المساجد او في البيوت ، ومن المستحسن ان يجمع رب الاسرة بعد الإفطار ويقرأ معهم القران سوية لما ورد عن أبي عبد الله (ع) قال (قال أمير المؤمنين (ع) البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الأرض وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين).
2- الدعاء الذي هو من اهم ما ينبغي ان نتعلمه ونعلم شبابنا عليه لاسيما ادعية السحر كدعاء ابي حمزة الثمالي ودعاء الافتتاح والادعية اليومية والتسبيحات وغيرها من الادعية الواردة في هذا الشهر، لان الله عز وجل ندبنا الى ان ندعوه خصوصا في مواطن الإجابة ومنها شهر رمضان المبارك فقال عز من قائل ((وقال ربكم ادعوني استجب لكم)) اذا توجه الانسان الى الله بالدعاء بالتوجه القلبي ((قل ما يعبا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما))، وهكذا علينا ان نربي انفسنا وابنائنا على قراء الدعاء الذي فيه تربية لنا ولأسرنا.
3- صلة الرحم ، فقد ورد عن النبي (ص) (من سره أن يمد الله في عمره، ويبسط في رزقه فليصل رحمه، فان الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق يقول: يا رب صل من وصلني، واقطع من قطعني) ولقوله (ص) (ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه) وفي هذا المضمار جاء في الذكر الحكيم ((فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم)) وجاء في مضامين بعض الاحاديث ران صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب وتنسئ في الأجل.
4- الاستغفار الذي هو درجة العليين والذي له اثار في حياة الانسان دنيا واخرة ، وقد ورد بيان ذلك في العديد من الروايات منها ما ورد في نهج البلاغة فقال أَمِيرُ المؤمِنِينَ (ع) لقال بحضرته أستغفر الله: ثكلتك أمك! أتدري ما الاستغفار؟ إن للاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، و الثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينهما لحم جديد، السادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله.
كما حث النبي (ص) في خطبته بقوله (أيها الناس! ان أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخففوا عنها بطول سجودكم) وعن امير المؤمنين (ع) (عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء وأما الاستغفار فيمحى ذنوبكم)، وعن أبي عبد الله (ع) قال (كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير).
وللاستغفار آثاره عجيبة في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد ورد بيان ذلك في العديد من الروايات نذكرها في حديث منفصل اذا أراد الله.
5- الانفاق في سبيل الله فهو من افضل الاعمال واحسنها لوجود الكثير من الفقراء والمحتاجين خصوصا الارامل واليتامى والمتعففين ممن لا يظهرون حاجتهم للاخرين.
هذه مجمل الاعمال الخمسة التي ينبغي ان يربي الانسان نفسه واسرته عليها في هذا الشهر الفضيل.
مضافا الى هذا فمن الأمور المحببة للشرع جلوس على مائدة الإفطار مع عوائلهم لان جلوسهم من المشاهد الجميلة البهيّة التي يحبها الله تعالى ورسوله (ص) (جلوس المرء عند عياله أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا) والمؤمن الواعي هو الذي يستثمر هذه الجلسات ليحقق أموراً عديدة منها:
التغذية العاطفية المهمّة للأسرة والتي تتحقق بحضور الأب والأم مع الأولاد، والاهتمام بأمور العائلة وحاجاتها وتطلّعاتها المستقبلية وتوجيهها نحو الأفضل، لا سيّما فيما يتعلّق بإصلاح النفس وتزكيتها
نسأل من المولى سبحانه وتعالى ان يجعلنا من الصائمين والقائمين انه سميع مجيب.

اترك تعليق