17 رجب 1437هـ
أنهى ممثل المرجعية العليا في أوروبا زيارته الكندية في تورنتو عشية الخامس والعشرين من نيسان 2016 ، محققاً أهداف الزيارة لكافة المساجد والمؤسسات والمراكز والمدارس والمقابر في كل من أدمنتن وكالكري وفانكوفر وأوتاوا ومونتريال وتورنتو وهاملتون وغيرها ، ملتقياً بالجاليات الإسلامية بمختلف قومياتها ، وساعياً إلى ردء الصدع وإزالة الخلافات القائمة في بعضها.
وقد زار سماحته أخيراً مدرسة الهدى التابعة لمركز الإمام الخوئي (قده) والتقى فيها أولاً بسماحة الشيخ الباقري إمام المركز والمشرف على المؤسسة بكافة أنشطتها، مستمعاً إلى شرح مفصل عن المؤسسة. كما التقى بالكادر التدريسي وأبدى توجيهاته وتوصياته اللازمة إليهم في كيفية التعامل مع الطلبة والعناية بهم ، موضحاً لهم اهتمام المرجعية العليا في النجف الأشرف بشريحة الشباب والطلاب متمنياً منهم بلوغ أعلى الدرجات العلمية ليكونوا المميزين على غيرهم حتى يشار إليهم بالبنان.
وقد حضر الاحتفال الذي أقامه الطلبة بمناسبة ولادة وليد الكعبة الامام علي بن ابي طالب (ع) متزامناً مع احتفال الفتيات اللواتي بلغن سن التكليف ، موضحاً لهن تشريف المولى سبحانه وتعالى لهن بأن ساوى بينهن في التكليف بآبائهن وأمهاتهن وكفى بذلك شرفاً لهن وعزاً ، كما أوضح سماحته بأن من منن الإله عليهن بأن كلفهن بالواجبات قبل الذكور ، مما يدل على زيادة اعتناء الإسلام بهن خلافاً لما يتوهمه البعض من ظلم الإسلام للمرأة بأن فرض عليها الحجاب. وما كان ذلك منه إلا محافظة على عفتهن وصونهن من النفوس المريضة.
في حين أراد الآخرون من المرأة مفاتنها وجسدها ، حتى نراهم في كل عام يقيمون مسابقات لأجمل النساء في كل بلد ، بينما تندر إقامة مسابقات لنبوغ المرأة فكرياً وروحياً وعلمياً وثقافياً وتربوياً ونحو ذلك ، علماً بأن المرأة تقود أهم مؤسسة لصنع الأجيال .
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
فإين هذه النظرة النبيلة للإسلام من نظرة الآخرين.
كما أشاد بدور الطلبة كونهم شباب اليوم ورجال الغد ، في حمل رسالة الإسلام في هذه المنطقة وغيرها من العالم . طالباً منهم أن يكونوا القدوة الصالحة للآخرين في سلوكهم وأخلاقهم وتعاملهم وتميزهم على غيرهم بالجد والاجتهاد .
ثم تجول سماحته في صفوف المدرسة واطلع على المختبر العلمي التابع للمدرسة. كما شارك سماحته في الاحتفال الذي أقيم في المركز مساءاً بمناسبة ولادة يعسوب الدين (ع) وتحدث للحاضرين عن مقام أمير المؤمنين (ع) ، وأنه العروة الوثقى لمن تمسك بنهجه واهتدى ، الذي هو نهج الرسالة المحمدية ، وأن ولاءه فرض على الخلائق ومودته هو وأهل بيته (ع) من علائم الإيمان بنص آية ((قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)).
كما زار سماحته في نفس الليلة مركز أهل البيت (ع) ، وتحدث عن القدوة الصالحة والتي تتجسد بالإمام علي (ع) إيمانا وسلوكا ونهجا ، وقال: كان الأجدر لمن يدعي الانتماء إليه أن يسير على نهجه وطريقته ، خصوصاً أولئك الذين تقلدوا مناصب رسمية في العراق ولم يلتزموا بنهجه الذي عبرت عنه توصيات المرجعية العليا في الالتزام بخطة أمير المؤمنين (ع) لولاته على الأمصار. متفائلاً بأن المساعي الأخيرة في العراق لتحسين الوضع وتصحيح المسار الأمني والاجتماعي تنتج حكومة صالحة تحقق أهداف الشعب العراقي المظلوم المضطهد، طالباً من الحاضرين الدعاء لهم بكشف هذه الغمة عن هذه الأمة