24 جمادى الاخرة 1445هـ
ممثل المرجعية العليا يفتتح مغتسل الزهراء (ع) في دار الإسلام بلندن ويقول:
لقد كرم الإسلام الانسان حيا وميتا
جاء حديثه هذا في دار الإسلام في يوم الاحد 7 كانون الأول 2024م ، عند افتتاحه مغتسل الزهراء (ع) بحضور جملة من العلماء والمبلغين وثلة من افراد الجاليات الاسلامية ونخبة من الاطباء والمثقفين والكوادر المتخصصة في تغسيل الأموات رجالا ونساء.
وابتدء حديثه بالاية الأولى من سورة تبارك ((تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور)) وسلط الضوء على بعض المضامين قائلا:
1- من الحقائق والتي لا نقاش فيها ولا علاج لها قضية الموت الذي يشترك فيها جميع بني البشر ، فلا فرق بين نبي او وصي او غيرهما لقوله تعالى ((انك ميت وانهم ميتون)) علما بان الطب قطع اشواطا كبيرة وعالج كثيرا من القضايا المستعصية لكنه لم يتمكن من ان يهب الحياة لاحد ولو بمقدار لحظات حينما يدركه الموت ((اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)).
2- أشار الى معنى الابتلاء وهو الامتحان الذي يمتحن به الانسان في هذه الدنيا ((احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون))، وقال بان الدنيا دار تسابق في العمل الصالح ((السابقون السابقون)) وقال امير المؤمنين (ع) (والسبقة الجنة والغاية النار) فعلى الانسان ان يبادر للوصول الى الغاية القصوى من الاعمال التي تنفعه في سيرته لقول الامام الحسن (ع) (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا).
3- لقد كرم الإسلام الانسان بعد مماته كما كرمه في حياته ((ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)) بدء من ساعة الاحتضار حتى إقامة العزاء عليه، وفي هذا المجال سن عدة سنن مستحبة وواجبة، من احتضار الميت وتغسيله وتكفينه ثم الصلاة عليه وتشيعيه باحترام وتبجيل وجعل الاجر والثواب للمشيعين والدفن في مكان محترم لائق به وغير ذلك ، عكس ما نقرأه في الديانات الأخرى من حرق الميت واذابته بالاحماض او الاشعة وغيرها من الامور التي تعتبر توهينا وهتكا للميت.
4- نظرا لازدياد حالات الوفاة ، اكد سماحته الى ضرورة تعدد المغتسلات في لندن وفي غيرها لئلا يتأخر تجهيز الميت انتظار لموعد التغسيل. علما بان مؤسسة الامام علي (ع) سعت الى انشاء اكثر من مغتسل ولكنها لم تتمكن لوجود بعض المعوقات.
5- ومن هذا المنطلق بادرت مؤسسة دار الإسلام الى انشاء مغتسل باسم الزهراء (ع) بمساعدة احد المحسنين الذي جهزه بأحدث الوسائل من ماله الخاص كسبا للأجر والثواب.
6- ابدى بعض الملاحظات التي عايشها في بعض الأماكن لمثل هذه المشاريع لتكون سببا لتخفيف المصيبة على صاحبة المصاب.
هذا وتمنى لجميع الحاضرين طول العمر مقرونا بالصحة والعافية.
((وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير))