- 5 ذو القعدة 1445هـ
ممثل المرجعية العليا في اوربا يلتقي بكوادر مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية في مؤتمرها الرابع عشر لعام 2024م ويفتتحه في كوبنهاكن ويقول:
• على العاملين بالمؤسسة ان يعتبروا عملهم هذا عمل الهي مثلما يذهب الانسان الى المسجد لاداء صلاته او المجاهد الى سريته تحت راية عادلة
• يؤكد على موضوع العفة المالية لحساسية موضوع اليتيم والأموال التابعة له والمخصصة للصرف عليه
• على العاملين في المؤسسة ان يقدروا انفسهم بالمستوى المتوسط من المعيشة والمظهر الحياتي وان كانوا يملكون فوق ذلك من أموالهم الشخصية حفاظا على سمعة المؤسسة التي يعملون فيها
• وعليهم مع عوائلهم ان يكونوا في حالة التزام بالاحكام المرتبطة بالمظهر كالحجاب واللباس والعفة وما شابه ذلك وان العمل فيها فرصة استثنائية يثاب ويؤجر عليها
افتتح سماحة العلامة السيد الكشميري المؤتمر الرابع عشر لمؤسسة العين للرعاية الاجتماعية والذي عقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن، وجاء في كلمته:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ازكى الانام محمد واله السادات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
نعزيكم أولا ونعزي العالم الإسلامي بشهادة سادس أئمة المسلمين الامام جعفر بن محمد الصادق الذي صادفتنا أيام شهادته قبل أسبوعين، وكان لنا في هذه المناسبة ملتقى وهو الرابع عشر سنويا والذي عقد هذه السنة في اسكلستونا، وكان بودنا ان يندمج ملتقاكم معه ولكن لم توفقون ولم نوفق.
وعليه، لقد عاش بلدنا العراق العزيز ظروفا صعبة وشديدة كما تعلمون بل والعالم بذلك يعلم ، ولم يتعاطف معنا في هذه المحنة الشديدة التي ادمت القلوب وابكت العيون احد من القريب او البعيد بما في ذلك الدولة العراقية المسؤولة عن رعاية هذه الشريحة المضطهدة من المجتمع، بل ادارت بظهرها عن الامر وصارت تتلاعب بالاموال حيث ما تشاء مما سبب حرمان هؤلاء المظلومين من كل حق لهم في ذلك.
ولهذا انبعثت المرجعية الدينية العليا، بما عرف عن مواقفها الجادة الإيجابية ، لتأسيس جهة تقوم بالعناية بهذه الفئة ، التي لم تكن على قائمة اهتمامات الأحزاب السياسية وغيرها ، لانها لم تكن مصدر إغراء للنظام الحاكم حيث لا تحقق له الفرقعات الإعلامية التي يرغب فيها.
وقد استهدت المرجعية الدينية في عملها الخيري ذاك بما ورد في كتاب الله عز وجل الذي جعل إنفاق المال في مرتبة بعد مرتبة العقائد ( بالله والكتاب واليوم الآخر والأنبياء) فقال ( وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ..).
وهكذا اعتمدت على توجيهات رسول الله صلى الله عليه وآله، في التوصية باليتيم حيث أوفى فيها على الغاية، وبلغ فيها النهاية ، فعنه صلى الله عليه واله ( مَن عالَ يَتيماً حتّى يَستَغنِيَ عنهُ أوجَبَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ بذلكَ الجَنَّةَ كما أوجَبَ اللَّهُ لآكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ) وعنه قوله ( أنا وكافِلُ اليَتيمِ في الجَنَّةِ هكذا – وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسطى وفَرَجَ بَينَهُما ) وعنه ( إنّ في الجَنَّةِ داراً يُقالُ لَها : دارُ الفَرَحِ ، لا يَدخُلُها إلّا مَن فَرَّحَ يَتامَى المُؤمنينَ)..
وحيث أن العمل المؤسساتي في هذه الأزمنة هو أقصى ما وصلت نظم الإدارة الحديثة للاعمال، فقد انبعثت هذه المؤسسة (مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية) للقيام بالمهمة المذكورة، وهي تحظى بدعم مباشر من المرجعية الدينية ، يتمثل في المتابعة اللصيقة والقريبة لأعمالها ، وتعيين مندوبين عنها للاشراف على حساباتها ، بالإضافة إلى دعمها المالي الخاص بها.
بل إن المؤسسة لتعرّف في الأوساط المؤمنة بأنها من مؤسسات المرجعية.
وما قدمنا من تبني المرجعية للمؤسسة ودعمها بكافة أنحاء الدعم ، يوجب التوجه إلى نقاط مهمة من القائمين عليها شكر الله مساعيهم :
1- ينبغي أن يستشعر العاملون في هذه المؤسسة القربة إلى الله عند القيام بأعمالهم اليومية في هذه المؤسسة ، فهم يقومون بعمل عبادي الهي، مثلما يذهب الانسان إلى مسجد لأداء صلاته. والمجاهد إلى سريته تحت راية عادلة .وكذلك العمل هنا في هذه المؤسسة المباركة 2- ما ينبغي ملاحظته في هذه المؤسسة المباركة ، بشكل أكيد هو موضوع العفة المالية ، لحساسية موضوع اليتيم والأموال التابعة له والمخصصة للصرف عليه ، إلى الحد الذي جعل القرآن الكريم التصرف غير المناسب فيها، أكلا للنار وتوعدهم بالسعير فقال ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) ، ولهذا ينبغي التدقيق الكامل في أمر التصرف فيها.
بل ينبغي للعاملين في هذه المؤسسة أن يقدروا أنفسهم بالمستوى المتوسط من المعيشة والمظهر الحياتي ، وإن كانوا يمتلكون فوق ذلك ، ومن أموالهم الشخصية ، حفاظا على سمعة المؤسسة التي يعملون فيها ، فإن هناك قسما من الناس يسارعون إلى التشكيك في نزاهتهم ونزاهتها بمجرد أن يروا مظاهر الثراء على العاملين فيها وإن كانت من أموالهم الشخصية المحللة .
3- بل يمكن الترقي بمرتبة أعلى في هذا الجانب فينصح العاملون فيها والتابعون لها بأن يكونوا مع عوائلهم في حالة التزام واقعي وظاهري بالأحكام المرتبطة بالمظهر كالحجاب واللباس وما شابه ذلك.
وذلك لأنهم قد عرفوا بأنهم جزء من هذه المؤسسة ، وبالتالي فهم جزء من الشخصية الاجتماعية لها . إن المجتمع لا يرى شخصية المؤسسة في جدرانها وأثاثها بقدر ما يرى شخصيتها في إدارتها والعاملين والعاملات فيها ، ويحكم أحيانا على هذه المؤسسة بما يرى منهم ومنهن من الالتزام الديني والأخلاقي .
إن العمل في هذه المؤسسات بقدر ما هو تشريف وفرصة استثنائية ، فإنه يضيف مسؤولية أكبر لحياة من يعمل ، ويلزمه بسلوك معين قد لا يكون بالضرورة مطلوبا من غيره .
نسأل الله سبحانه أن يوفق جميع العاملين ( من إداريين وموظفين) لما فيه خير هذه الفئة الضعيفة ( الأيتام ) إنه على كل شيء قدير.