٧ محرم ١٤٤٠هـ
شارك ممثل المرجعية العليا في اروبا سماحة السيد مرتضي الكشميري حفظه الله المؤمنين في احياء ليلة السابع من محرم في حسينة اصحاب الكساء (ع) في هلسنكي، بحضور جمع غفير من ابناء الجاليات الاسلامية ليلة السابع من المحرم والتي هي الليلة المخصصة لابي الفضل العباس (ع) ، فبيّن سماحته ان للعباس (ع) منزلة كبيرة ومقام رفيع يغبطه عليه الشهداء والصديقون يوم القيامة، وقد قال في حقه الامام زين العابدين (ع) (رحم الله العباس فلقد اثر وفدى اخاه بنفسه حتى قطعت يداه فابدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن ابي طالب (ع) ، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة)، وشهد له الامام الصادق (ع) اذ قال (كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان، جاهد مع ابي عبد الله (ع) وابلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا).
وقال سماحته: لم نر لاحد من شهداء الطف شهادة كمثل هذه الشهادات، ومن هنا نستنتج افضلية العباس (ع) على بقية شهداء الطف من اصحاب الامام الحسين (ع).
الى جانب ذلك نرى موقفه الايثاري في المواساة لاخيه الحسين (ع)، حينما استولى على الماء يوم الطفّ وتناول منه غرفة ليشرب ، وقلبه الزاكي كصالية الغضا من شدّة الظمأ ، فتذكّر في تلك اللحظات الرهيبة عطش أخيه الاِمام الحسين (ع) وعطش الصبية من أهل البيت (ع) ، فدفعه شرف النفس ، وسموّ الذات الى رمي الماء من يده، ومواساتهم في هذه المحنة الحازبة ، فتصفّحوا ايها المؤمنون في تاريخ الاَمم والشعوب فهل تجدون مثل هذه الاَخوّة الصادقة؟!! انظروا في سجلاّت نبلاء الدنيا فهل ترون مثل هذا النبل ، ومثل هذا الاِيثار؟!
وأبدى سيدنا العباس (ع) يوم الطف من الصمود الهائل، والارادة الصلبة ما يفوق الوصف، فكان برباطة جأشه، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد، وهزمهم نفسيّاً، كما هزمهم في ميادين الحرب. فاحتلّ أبو الفضل (ع) قلوب العظماء ومشاعرهم، وصار أنشودة الاَحرار في كلّ زمان ومكان، وذلك لما قام به من عظيم التضحية تجاه أخيه سيّد الشهداء، (ع) الذي ثار في وجه الظلم والطغيان، وبنى للمسلمين عزّاً شامخاً، ومجداً خالداً.
وقد تعرض ارباب المقاتل لجهاده وبطولته وشهدوا له بالشجاعة والبسالة التي اخافت الاعداء وارهبتهم، فلذلك توزعوا عليه لعدة فرق فمنهم من كان يرميه بالسهام ومنهم من كان يضربه بالحجارة ومنهم من يطعنه ومنهم من يضربه بعمد الحديد، ومع ذلك كان يشتد ويرتجز ويقول
لا ارهب المـوت إذا الموت زقا حتى أوارى في المصاليت لقـا
نفس لنفس المصطفى الطهر وقا أني أنا العباس أغـدو بالسقـا
ولا أخاف الشـر يوم الملتـقى
وقد قطعوا يمينه وقطعوا شماله وهو يرتجز بقوله
والله ان قطعتـم يميـني أني أحامـي أبداً عـن ديني
وعن إمام صادق اليقـينِ نجل النبي الطاهـر الأمـين
كان دفاعه (ع) عن حما الاسلام وعن امام زمانه الامام الحسين (ع) فلم يفكر بنفسه ولا باهل بيته ولا باخوته، بل كان يدافع عن امام زمانه.
فالسَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ ورضوانُهُ