قال ممثل المرجعية العليا في اوربا في خطبة الجمعة في الادارة الجعفرية شرق العاصمة البريطانية لندن، وذلك بمناسبة قرب ذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى (ع)، فقال سماحته: لقد نشأ الامام الحسن (ع) في كنف جده النبي المصطفى (ص) واحضان ابيه المرتضى (ع) وامه الزهراء (ع) حتى بلغ اشده، فكان صورة رائعة عن الانسان الكامل ونموذجا مثاليا للمسلم القراني وقدوة صالحة للامة، وكان (ع) عالما عابدا سخيا كريما حليما عطوفا من افضل الناس خلقا وخُلقا، وكان كثير الصلاة والصيام والحج والصدقات حتى عرف عنه ببحر الجود ولقب بكريم اهل البيت (ع)، وكان (ع) مرجعا للفقهاء والعلماء في عصره يرجعون اليه لمعرفة الاحكام والسنن.

كما كان (ع) موضع حفاوة القران في (آية المباهلة) و (آية التطهير) و(آية المودة) و(آية الأبرار) و(آية الطاعة) وغيرها من الايات القرانية الكريمة، وموضع حفاوة السنة النبوية الشريفة لقولها (من احبني فليحب ولدي هذا، اللهم اني احبه واحب من يحبه) وقولها فيه وفي اخيه الحسين (ع) (ابناي هذان امامان قاما او قعدا) وقولها (الحسين والحسين سيدا شباب اهل الحنة، وانهما ريحانتاي من الدنيا).

كما خلده التاريخ بمواقفه الجهادية مع ابيه امير المؤمنين (ع) في الجمل وصفين والنهروان وفي صلحه الذي كشف القناع به عن وجه معاوية واظهر حقيقته للملأ خصوصاً بعد تصريحه (والله إني ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون)، فظهر لنا من قوله هذا وغيره من مواقفه المخالفة للشرع كذبه وافتراؤه من أنه كاتب الوحي وأن جبرئيل جاءه بقلم من ذهب ليكتب به آية الكرسي وأنه خال المؤمنين وغير ذلك مما دونته كتب التأريخ من عشرات الأحاديث الموضوعة التي دسّها في كتب المسلمين ورصد لها الأموال الطائلة من بيت مال المسلمين، حتى أصبح لهذا الأمر سوق رائجة يتاجر بها انذلك باعة الضمير والدين، وفي قضية واحدة دفع اربعمائة الف درهم لتزوير اية نزلت في امير المؤمنين (ع) وهي قوله تعالى ((ومن الناس من يشري نفسه)) فقال انها نزلت في ابن ملجم لقتله علي بن ابي طالب (ع).

وبهذا تكمن اهمية وثيقة الصلح التي بينت لنا كذبه وافتراءاته، وكشفت زيف أقواله وأفعاله. مضافاً إلى هذا فإنها مهّدت لثورة الإمام الحسين (ع) وحقنت دماء المسلمين وحفظت التشيع، وإلا فمعاوية ما كان ليتورع من القضاء على الشيعة وعن نبش قبور الصحابة كعم النبي (ص) حمزة وشهداء أحد بذرايع عديدة، غير ان هذه الخطوة أوقفته عند حده وكشفت زيفه للعامة والخاصة واظهرته على حقيقته.

وما أشبه اليوم بالبارحة حيث الفتوى الكفائية التي أصدرتها المرجعية العليا وحفظت بها العراق والتشيع ومقدساته، وما الانتصارات التي حققها ابناء العراق اليوم على مناوئيهم الا بسبب هذه الفتوى المباركة التي شابهت في عظم بركتها صلح الإمام الحسن (ع).

ثم بارك الانتصارات التي سطرتها القوات الامنية والحشد الشعبي وغيرهما في الموصل ضد الارهاب والارهابيين، وناشد المصلين بالتضرع الى الله بان ينصرهم على اعدائهم وينصر الاسلام والمسلمين في كل مكان انه سميع مجيب.

اترك تعليق