هنأ سماحة السيد مرتضى الكشميري ممثل المرجعية العليا في اوربا المرجع الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي بمناسبة الانتصارات التي تحققت على يد الشرطة والحشد الشعبي والقوات الامنية بكل صنوفها بتحرير الموصل من الارهابيين الدواعش حيث قال :
هذا ما كنا نتوقعه ونتوسل الى الله سبحانه وتعالى دائما بان ينصرهم على مناوئهم ((يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم))
هذا ولولا فتوى المرجعية العليا ودعمها المتواصل وجهاد العسكر لما تحقق هذا النصر المبين الذي كلف العراقيين عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ومئات الملايين من الدولارات من خزينة الدولة ، غير ان الخشية والخوف الآن مما تركه الدواعش من آثار مرعبة من أهمها تجنيدهم وتدريبهم لآلاف الاطفال على حمل السلاح وطريقة الذبح والقتل (اشبال الدواعش) مما يشكل خطورة مستقبلية على الشعب العراقي والشعوب الاخرى ، لان هؤلاء قنابل موقوته يمكن ان تنفجر في أي لحظة بسوق او حي أو بيت أو سيارة أو مدرسة او ناد او غير ذلك من الاماكن العامة، وقد حصل نظير هذا بعد الحرب العالمية الثانية حيث قام اتباع هتلر الذين ينتمون لمنظمة (شباب هتلر) بانشاء منظمة سرية خاصة بهم في ألمانيا تقوم بالاساس على حرب العصابات ما يثبت بقاء النزعة الاجرامية في صميم ذواتهم، ومن اجل هذا حذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونسيف) كذلك اشارت الصحف الروسية الى هذا المعنى وكذلك لجنة مكافحة الارهاب في هولندا التي أعدت تقارير مفصلة مدعمة بالشهادات حول معضلة الاطفال الذين وقعوابقبظة داعش بالموصل وذكرت فيها بأن داعش قامت بانشاء معسكرات تتسم بتنظيم عال ومعدة خصيصاً لتدريب الاطفال وتهيئتهم نفسياً وجسدياً بالخوض غمار الحرب والقيام بكل ما يتطلب منهم، وكشاهد على هذا ذكرت اسم الطفل ابراهيم الذي كان ينتمي لاشبال الخلافة على حد قولهم، ويبلغ من العمر عشر سنوات، يقول (تلقيناً تعليمياً مختلفاً تماماً عما هو مألوف، وكنا نلقن الارقام من خلال احتساب عدد الطلقات النارية)، فيما قال طفل آخر (كنا نشاهد أفلاماً عن التفجيرات الانتحارية وعلميات الذبح بشكل متكرر من اجل ايجاد حوافز لدينا للقيام بتلك الاعمال).
ولهذا فمن الضروري ونحن نحتفل بالنصر على داعش ان لا تغفل السلطات العراقية عن الخلايا التي تركتها داعش ورائها في الموصل وهم آلاف الاطفال الذين مسخت داعش بتعاليمها المنحرفة وممارساتها الاجرامية شخصيتهم، ففقدوا هويتهم الثقافية الاسلامية الصحيحة وانتمائهم الوطني وتولدت في داخلهم مشاعر العنف نتيجة الدماء والجرائم التي كانت ترتكب امامهم طيلة سنوات الاحتلال، فلهذا وغيره هناك مسؤولية جسيمة القيت منذ اليوم الاول لتحرير الموصل على المسؤولين والحكومة المحلية فيها وعلى المجتمع والمدارس والمعلمين وخبراء التربية ومراكز الابحاث وعلماء النفس وعلماء الدين واسر هؤلاء الاطفال بشكل خاص للعمل معهم بهدف اعادة دمجهم في المجتمع لنزع صواعق التفجير الموجودة في داخل كل واحد منهم.
وفي الحقيقة ان داعش لم تهدم حضارة العراق والبنى التحتية وبيوت العبادة وقبور الاولياء وبيوت الناس في الموصل فقط، بل هدمت مقومات الشخصية العراقية عند اطفال الموصل من الذين وقعوا في قبضتها، فالطفل ولطبيعته الانفعالية يمكن مسخ شخصيته بطريقة سهلة وسلسة، وهذا ما فعلته داعش للاسف بالعديد من هؤلاء الاطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم العشر سنوات، وربتهم على الحقد وكراهية الاخرين والعنف والقتل على مدى ثلاث سنوات، لذلك لن يكن تحري الموصل ناجزاً الا بعد تحريرها من الدعشنة.
فلذا نهيب بالشعب العراقي وقواته البطلة ان تكون على حذر من هذه القنابل الفتاكة كما ان تكون على حذر من الدواعش المندسين بين النازحين.
هذا وناشد سماحته المسؤولين بتوفير فرص العمل للخرجين والخريجات وغيرهم، لان الفراغ والبطالة من الامور الخطيرة، حيث يشعر الفرد بانتكاسة نفسية وتعب شديد نتيجة لعدم العمل الذي هو الوضع الطبيعي للانسان، ولعل اهم الاسباب التي شجعت على الارهاب هو البطالة والجهل والفراغ الذي يعيشه بعض الشباب، لانهم يرون انفسهم ضائعين ويواجهون مستقبلا مجهولا، ويعيشون حالة من خيبة الامل لعدم وجود مستقبل يضمن لهم حياة كريمة، وهذا ما تتحمل مسؤوليته وتبعاته الدولة القائمة.
نسأل الباري جلت عظمته ان يحفظ العراق ومرجعيته وشعبه ومقدساته من كل سوء بمحمد وآله الطاهرين، انه سميع مجيب.