استنكر الامين العالم لمؤسسة الامام علي (ع) وممثل المرجعية العليا في اوربا،
سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري، الهجوم الارهابي المباغت الذي تعرضت له
العاصمة البلجيكية بروكسل والذي راح ضحيته عشرات الابرياء من الجرحى والقتلى.
وهذه الاعمال لا تمت الاسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وهو منها براء، لأن
منهجه التعامل مع الاخرين قائم على اساس مبدء الانسانية والرحمة والمحبة لقول
الامام علي (ع) (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)، بغض
النظر عن عنصر الطرف الاخر ومذهبه ، وبعيدا عن التعصب والقومية والطائفية ، لان
لكل انسان كرامته وقدسيته في نظر الاسلام. وان ما يقوم به المتطرفون
والارهابيون من التجاوزات لا يمثل الاسلام وحقيقته ، وهو بريء من هذا العمل
الشنيع. وكم حذرت المرجعية العليا في النجف الاشرف في اكثر من مناسبة ومناسبة
من مخاطر هذا المد الارهابي والذي نمت بنيته التحتية بالارهاب الفكري والتكفيري
ورفض قبول الاخر.
ولو شرعت القوانين لتجفيف منابع هذا الفكر الارهابي التكفيري كما هو الحال في
القوانين التي شرعت لمعاداة السامية، لما استفحل هذا الامر وانتشر هذا الوباء.
وعلى العالم ان يعي ان الارهاب واحد، فلا يوجد ارهاب او شبه ارهاب ولا ارهاب
متطرف او معتدل.
وقد دأب الاسلام على محاربة الارهاب في كل مكان وفي كل زمان، ودعا الى الدعوة
بالحكمة والموعظة الحسنة لقوله تعالى ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) و ((وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) .