18 جمادى الاخرة 1439هـ
ممثل المرجعية العليا في اوربا سماحة السيد مرتضى الكشميري يهنيء العالم الاسلامي بولادة سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) كما يبارك للمراة بيومها العالمي.
وهذا نص تهنئته،
تحل علينا الليلة الاتية ذكرى مناسبة ولادة فاطمة الزهراء (ع)، هذه المرأة التي احتلت موقعا لم يتبوء لاحد من النساء، بل ولا الرجال مثله، الا لمن كان لها ومنها وهم الائمة المعصومون (ع)، فكانت (ع) تمثل محورا اساسيا للمشروع الالهي الرسالي العظيم الثلاثي الابعاد (محمد (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع)):
• فأبوها (ص) اساس النبوة ورسول من الله تعالى الى كافة البشر.
• وبعلها الامام علي (ع) وصيه وحبيبه والمدافع عنه وعن دينه وابو الائمة الاطهار (ع).
• واما الزهراء فاطمة (ع) فهي حلقة الوصل بين النبوة والامامة، ولولاها لم يبق للنبي (ص) نسل، وهي الكوثر في قوله ((انا اعطيناك الكوثر)).
فكانت عضدا للدين والمدافعة الصلبة عن مسيرة الرسالة الالهية، وبذلت كل ما تملك حتى حياتها من اجل ان تقول كلمتها وتبيّن موقفها الذي هو فارق بين الحق والباطل.
ونحن حينما نريد ان نوثّق عظمة الصديقة فاطمة (ع) فامامنا سيل من النصوص القرانية والروائية.
ومصادر التاريخ على اختلافها، مجدت وعظمت وبينت شخصيتها ومكانتها (ع) ، فاية التطهير، واية المودة، واية الابرار، والكوثر، واية المباهلة، وغيرها من الايات الكريمة شواهد مهمة وقاطعة على عظمة الصديقة الطاهرة (ع).
والايات التي ذكرناها وغيرها تشير الى اهل البيت (ع) وهم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها. فاية التطهير كما جاء في صحيح مسلم ج7 ص130 و الحاكم في مستدركه ج3 ص146 في رواية ام سلمة وهي صحيحة على شرط البخاري (في بيتي نزلت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجز اهل البيت، فارسل رسول الله الى علي وفاطمة والحسن والحسين وقال هؤلاء اهل بيتي) ، وغيرهما من الايات التي دلت فيما لا يقبل الشك عن عظيم مقامها (ع).
واما النصوص الواردة عن النبي (ص) فهي كثيرة بلغت حد التواتر لدى الشيعة والسنة، فقد جاء في الأربعين حديثا ص376 عن النبي (ص) انه قال: (فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي ، وحبلٌ ممدود بينه وبين خلقه ، مَن اعتصم بهم نجا ، ومَن تخلّف عنهم هوى) الى غير ذلك من الاحاديث التي ذكرتها صحاح القوم ومسانيدهم .
نعم لقد كانت الزهراء (ع) المرأة النموذجية في علاقتها مع الله تعالى، فقد قامت في محرابها حتى تورمت قدماها، وفي حياتها الزوجية كانت المثل الاعلى للمرأة المؤمنة المسلمة والقدوة لكل نسائنا، فقد عاشت مع امير المؤمنين (ع) مشاركة اياه الحياة في كل ما فيها من مآسي ومحن، قانعة بما قسمه اله تعالى لها حتى قال الامام علي (ع)(فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، لقد كنت انظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)، وفي حديث اخر يشعرنا بمقامها ومنزلتها عند الله عز وجل قول رسول الله (ص) الذي رواه الفريقان (يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها) ولقوله (ص) للامام علي (ع) (وهذه والله سيدة نساء العالمين هذه مريم الكبرى واعلم اني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي والملائكة وويل لمن ظلمها وابتزها حقاها اللهم اني منهم بريء).
ولمزيد من الاطلاع عن ما جاء فيها من الاحاديث يرجع الى كتاب (فضائل الخمسة من الصحاح الستة).
فلهذا وغيره نهيب بالمؤسسات والمراكز الاسلامية في اوربا وغيرها احياء هذه المناسبة البهيجة في هذه الايام والاستفادة منها.
كما نهنيء المرأة المسلمة بيومها العالمي الذي ينبغي لها ان تقتدي بنهج الزهراء (ع) وتتحلى باخلاقها وتتعلم من حياتها الغنية بالعضات والعبر حتى يكتب لها النجاح في الدارين.ش
هذا ولتعلم المرأة المؤمنة ان كمالها وجمالها بحجابها وعفتها والتزامها بطاعة ربها وابتعادها عن معصية الله عز وجل، لا بالنظر الى النساء المتبرجات اللائي تعرّين عن كل القيم والمُثُل واصبحبن سلعة يتلاعب بشرفهن وعفتهن المتاجرون بحجة ان الاسلام ظلم المرأة وقيد حيريتها وتجاوز على حقوقها بالحجاب في حين ان الاسلام قد حفظها وصانها به، وساوى بينها وبين الرجل في كثير من الامور كما في قوله تعالى ((وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ))، ((إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتاتِ وَالصّادِقينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرينَ وَالصّابِراتِ وَالخاشِعينَ وَالخاشِعاتِ وَالمُتَصَدِّقينَ وَالمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمينَ وَالصّائِماتِ وَالحافِظينَ فُروجَهُم وَالحافِظاتِ وَالذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيرًا وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَغفِرَةً وَأَجرًا عَظيمًا)).
جعلنا الله ونساء المسلمين من المقتدين بنهج الزهراء (ع) والسائرين على خطها والملتزمين بنهج ابيها وبعلها وبنيها.
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبينها والسر المستودع فيها.