ممثل المرجعية الدينية العليا في اوروبا: يهنئ العالم الاسلامي بولادة امام العصر عجل الله فرجه

0
5594
13 شعبان 1441هـ

هنأ سماحة السيد مرتضى الكشميري ممثل المرجعية العليا في أوروبا العالم الاسلامي بولادة امام العصر وناموس الدهر الامام المهدي المنتظر (عج) بكلمة وجهها لهم هذا نصها.

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين ((وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون))

اطلت علينا الذكرى السنوية 1186 لولادة منقذ البشرية ومخلصها من العذاب الذي تعيشه من ظلم الظالمين وبغي المستكبرين.

ظلم وبغي عم الكرة الارضية وترك الجميع يعيش الشوق واللهفة لظهوره (ع)، والكل يقول متى يظهر قائم آل محمد (ص) ليخلصنا من هذا العناء، وينشر فينا راية الحق والعدل والانصاف، ويعلن كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة (لا اله الا الله محمد رسول الله)، وهذا ما تتوقعه جميع الاديان السماوية خصوصاً مدرسة اهل البيت (ع)، التي تعتبر خروج الامام المهدي (ع) من المسلّمات اليقينية والقضايا القطعية الثابتة لما تملكه من ادلة متواترة من الكتاب والسنة بلغت روايتها واحاديثها اكثر من 16 الف رواية وحديث، فراجعها في كتاب (منتخب الاثر للامام الثاني عشر)، وهذا الكم من النصوص لم يرد في قضية من قضايانا الاسلامية (بما فيها الصلاة) كما ورد في قضية الامام المهدي (عج).

وللاطلاع على بعض جوانب هذه المسألة نتناول اوضاع العالم قبل الظهور من خلال تقسيمه الى ما يلي:

اولا اخلاق الناس قبيل الظهور:
فقد تظافرت الروايات لبيان الحالة الاخلاقية للناس ويمكن تقسيمها الى :

انعدام الرحمة والعطف:
فعن رسول الله (ص) قال (إن الساعة لا تقوم حتى يدخل الرجل على ذي رحمه يسأله برحمه فلا يطيعه والجار على جاره يسأله بجواره فلا يطيعه)، وعنه (ص) (فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف فحينئذٍ يأذن الله له عليه السلام بالخروج).

كثرة انحراف الناس :
حيث يسقط الكثير من الناس في مهوى الرذيلة والانحراف حتى ينتشر بشكل لا مثيل له، ولا ريب ان الفساد الاخلاقي اليوم اخذ يلتهم العالم بمختلف الوسائل والاساليب، وخير مثال ما تكشفه لنا الروايات الواردة في هذا المقام. فعن رسول الله (ص) قال (يتهارجون في الطريق تهارج البهائم…. ولا ينكر ولايغير فأفضلهم يومئذٍ من يقول: لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن).

تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال:
فعن محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر الباقر (ع): يا ابن رسول الله, متى يخرج قائمكم؟ قال (ع): (إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وأكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء)، واضاف الامام الصادق (ع) (يتمشط الرجل كما تتمشط المرأة لزوجها ويعطى الرجال الأموال على فروجهم ويتنافس في الرجل ويغار عليه من الرجال ويبذل في سبيله النفس والمال).

ثانيا: الوضع الديني قبل الظهور

وعند التامل في الرويات الواردة في هذا المقال نجد العجب العجاب نتيجة لما نستكشفه من وضع الناس تجاه دينهم وعقيدتهم بحيث لا يبقى من القران الا رسمه ومن الاسلام الا اسمه كما قال (ص) (سياتي زمان على امتي لا يبق من القران الا رسمه ولا من الاسلام الا اسمه يسمون به وهم ابعد الناس).

خلاء المساجد من المؤمنين:
حيث لا تعود المساجد الا اماكن خالية منهم بعدما كانت منطلق الهداية والارشاد، فعن النبي (ص) قال (سياتي زمان على امتي مساجدهم عامرة – بالبناء- وهي خراب من الهدى).

بيع الدين بالدنيا:
فقد نجد الناس في اخر الزمان يقدمون على بيع دينهم بثمن بخس من شهوات الدنيا وملذاتها، فعن رسول الله (ص) قال (ويل للعرب من شر قد أقترب، فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً عند الصباح ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسّك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر).

ثالثا: الوضع الامني

ففي اخر الزمان تسود العالم اضطرابات كثيرة في الوضع الامني، فتفقد معظم الحكومات القدرة على الوضع الامني كل هذا نتيجة ما تقترفه القوى الكبرى في العالم من جراء جرائم واعتداءات على حقوق الشعوب الاخرى، وهذا ما يصوره لنا رسول الله (ص) بقوله (يوشك أن تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت).
وفي حديث اخر عنه (ص) قال (عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً يَغار بضعهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير).

ظلم المؤمنين ومطاردتهم:
فعن النبي (ص) قال (ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه ، حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة ، وحتى يملأ الأرض جورا وظلما ، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم)، وفي حديث اخر عنه (ص) قال فيه (تأتيكم بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدماء والثانية يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج والرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ تطيف بالشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ثم لا يرفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى).

تمني الناس للموت:
فتصل الحالة في اخر الزمان الى درجة ان الناس يتمنون موتهم لما يعانونه من شدة الظلم والدمار، فعن رسول الله (ص) قال (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء).

موت وقتل ثلثي الناس:
فعن محمد بن مسلم وابي بصير قالا سمعنا ابا عبد الله (ع) يقول لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي.

الوضع الاقتصادي قبيل الظهور:
غلاء الاسعار وانتشار الجوع
فعن محمد ابن مسلم قال سمعت ابا عبد الله يقول ان قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين, قلت وما هي جعلني الله فداك, قال ((ذلك قول الله عز وجل: ولنبلونكم – يعني المؤمنين قبل خروج القائم – بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين)) قال يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان… آخر سلطانهم والجوع بغلاء اسعارهم ونقص من الاموال قال كساد التجارات وقلة الفضل والانفس قال وموت ذريع والثمرات قال قلة ريع مايزرع وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عج).

قلة المطر ونزوله في غير أوانه
فعن رسول الله (ص) قال (يأتي على الناس زمان عند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه وينزله في غير أوانه). وعن أمير المؤمين (ع) قال: (ويكون المطر قيضاً). هذه بعض اوضاع الدنيا قبل ظهور الامام المهدي (عج) نسأل المولى ان يعجل فرجه ويملاء الارض قسطاً وعدلاً بظهوره وان يجعلنا من انصاره واعوانه والممهدين لدولة سلطانه والذابين عنه والمستشهدين بين يديه.

اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة. هذا وعلى الجميع ان يتوجهوا ليلة الخميس (ليلة النصف من شعبان) بالدعاء الى الله عز وجل بأن يصرف عنهم هذا الوباء ويقهم شر هذا البلاء وغيره من البلايا عاجلا بلطفه وكرمه. فتلك هي الليلة المباركة التي لا يقل شأنها في الفضل عن ليلة القدر والتي آلى الله على نفسه ان لا يرد سائلاً فيها فاجتهدوا بالوان من الدعاء والصلوات فإنه هو القائل ((ادعوني استجب لكم))، ربنا تقبل منا انك سميع الدعاء.

اترك تعليق